الأبعاد | 20 × 15 سنتيميتر |
---|
رحلتي مع الكتابه و الادب محمد مثنى
300,00 $
رحلتي مع الكتابة و الأدب
محمد مثنى
لم أكن قد عرفت شيئاً من الحب إلا من القصص الشفهية التي كان الحكواتية يحكونها لنا في الصبي، وحين تجاوزت البلوغ وفي أحد المحال التجارية التي عملت بها كاتباً .. شعرت به .. ثم تعايشت معه ليال وأيام.. محبوبتي كانت من لاقطات البن وعاملات الغربال في المحل.. بيضاء وجميلة رغم ما كان يطلق على هذه الفئة من العاملين والعاملات (بالأخدام) ونطلق عليهم المهمشين، وفي ظني أن الفتاة لو لم تكن تعمل في هذه المهنة لما ظن احد بها هذا الانتماء المنتقص من الكرامة الإنسانية، وإنما ستكون إحدى فتيات السادة الكبار، وإن لم فبنت أعيان المدينة. لقد كانت تسير بلا حجاب كأقرانها العاملات، وحين تسير في السوق… تنطلق الصرخات من مختلف الدكاكين.. فمن يبيع العسل يصيح يا عسل ياحالي، ومن يبيع التمور.. يصبح يا تمر يابلح حالي وهكذا .. عند الغروب ينتهي العمل في المحل.. لقد اشتريت دراجة هوائية لملاحقتها ورؤيتها قرب منزلها بالرغم من غيابها يكون نصف ساعة على الأكثر حين انتقلت إلى مكان آخر ظلت تأتي لرؤيتي لشراء قهوة القشر ولا أعرف أن كانت تشربها، أو تصبها على قارعة الطريق. غبت عنها فترة .. فرأيتها من ذات مرة تضع كفي يديها على خدودها وتهز وجهها .. ويه .. ويه .. كمن تقول: ” أين ذلك الحبمحمد مثنى أذهب سدى؟ أجبتها .. بل تعلمت كيف تكون لوعة الحب، وكيف يومض بحزن في العيون.
(الاعتقالات والتعذيب)
ثم الاعتقالات المتوالية والتعذيب أبشعه التغطيس في بركة آسنة في ليالي شتاء قارصة، والتعليق الذي لم يكتف رئيس الأمن في دار البشائر (منزل الإمام محمد البدر) به، وإنما يستخدم قدمه في أنفي حتى تدفق الدم من أنفي.. وجندي لم . يكتف هو الآخر بكل ذلك التنكيل وانتهاك الكرامة الإنسانية، وإنما يستخدم حقه هو الآخر في رميك على الأرض والحصى.. ليس ثمة من ملامة من أحد لأحد فالكل يمارس هوايته في وحدة التعذيب والتنكيل المتاحة للجميع في منزل كانت بركته من قبل تلمع بالنظافة والتوهج، وشقاوة أطفال وبجعات يتهيؤون للسباحة بها…..
عدد صفحات هذا الكتاب: 227
مقاس الكتاب: 20 × 15
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.