دراسات في الثقافة المادية_ الجسد نموذجاً مجموعة باحثون تقديم/أ.م.د ايمان مهران

يظل الجسد مرآة تعكس عناصر الثقافة الشعبية وملامح الموروث الثقافي المادي واللامادي بما يحمله من دلالات ورموز متوارثة من خبرات ومعارف وعادات وتقاليد وغيرها من أشكال التعبير الثقافي كالطقوس والممارسات المرتبطة بدورة الحياة التي يمر بها الإنسان كمراحل الميلاد – الزواج – الوفاة)، وما تحتويه كل مرحلة من هذه المراحل من عناصر ثقافية تعبر عن البيئة من ناحية والهوية الثقافية من ناحية أخرى.

إن التاريخ الإنساني قد صنع للبشرية نماذج تعبيرية شديدة الجمال والتعقيد في كيفية التعامل مع الجسد، بوصفه شريكاً في الحياة، فهو يعكس التحام الجسد مع الطبيعة، وهو ما جسدته الشعوب في ممارستها الطقسية المتتالية والمرتبطة بالديانات السماوية، واللاسماوية.

ولأن الموروث المادي هو الطبيعة المجسدة التي تحوى الإنسان نفسه، ففي وجوده يمتلك فرد الجماعة الشعبية الإمكانات والقدرات التي تمكنه من أن يعيش وسط كائنات مرئية لها ملامحوأشكال : إذن يمكننا القول بأن هذا الموروث المادي هو ذلك الكل المرتبط بحاستي البصر و اللمس و المحيط المكاني المتصل بحاجات الإنسان من مسكن وملبس وأثاث وأدوات من أجل سد إحتياجاته وإشباع رغباته في الحياة، فهو يؤثر فيه ويتأثر به وهذا ما تكشف عنه الدراسات الميدانية المنضبطة التي يحويها هذا الكتاب.