صعدة القضية والإعلام (يحيى محمد جحاف)

ظلت صعدة عبر مراحل التاريخ محطة من محطات الإشعاع الفكري في تاريخ اليمن، وعاصمة من عواصم الثقافة الإسلامية والتدفق من المدارس الفكرية والفقهية ، فقد تخرج منها كوكبة من حملة العلم والفكر والأدب كما دارت على أرضها الكثير من الأحداث والمعارك، جعلتها ذلك من محطات التحول التاريخي الذي ترك تأثيرا مباشرا على حياة اليمنيين هذا التأثير لم يكن محصورا على جانب بذاته بل شمل كل جوانب الحياة، الأمر الذي أكسبهم تميزا وخصوصية فريدة عن المحيط الإقليمي والعربي نبعا من عمق تاريخي، وثقافي وحضاري تراكمي .. الأمر الذي لم يرق ويحظ بارتياح الكثير من الدول المحيطة لفقدانها ذلك البعد الحضاري والثقافي لذلك تعمل على طمس هذه الخصوصية من خلال العمل على عدم الاستقرار وغرس ثقافة الكراهية من خلال تبنيها لتلك المعاهد والمدارس والجامعات القائمة على فرض فكر سياسي يؤصل للديكتاتورية والتسلط والجور، والاستكانة والطاعة العمياء القائمة على الخنوع والتي لا وجود لها في الدين وتتنافى مع ثقافة اليمنيين القائمة على النزعة التحررية والفهم الصحيح للواجبات الدينية، والحقوقية بين الحاكم والمحكوم القائمة على الحق والعدل …