الموارد الطبيعية في اليمن القديم دراسة من خلال النقوش اليمنية القديمة

الموارد الطبيعية في اليمن القديم

دراسة من خلال النقوش اليمنية القديمة

تأليف عبد الرحمن يوسف عبد الرحمن الجاويش

يتناول هذا الكتاب قضايا مهمة في تاريخ وجغرافية اليمن القديم وموارده الطبيعية، حيث يبدأ المؤلف بتحديد جغرافية اليمن القديم محددا اتساع رقعته وسيطرة ملوكه على تلك الرقعة الجغرافية المهمة من شبه الجزيرة العربية، موضحا دراسته بمجموعة من الخرائط والصور ذات الدلالة الواضحة، معتمدا في ذلك على النقوش اليمنية القديمة كمصدر وثائقي رئيس ويتناول أيضا تنوع المناخ وعلاقته بالبيئة اليمنية. وكذلك يسرد فيه بأسلوب رصين الموارد الطبيعية حسبما أوردتها النقوش من خلال استخراجه للألفاظ ذات الدلالة على الموارد الطبيعية بأنواعها، ومدى الاستفادة منها، حيث تناول الموارد المائية وأهميتها وعلاقتها بالاستيطان البشري، وكذلك التربة وكيف تمكن الانسان اليمني القديم من الحفاظ عليها بإقامة الحواجز الترابية والمدرجات الزراعية لمنع جرف التربة، وتناول دراسة النباتات الطبيعية والثروة الحيوانية والمعادن والأحجار، ومدى تمكن الانسان اليمني القديم من تطويعها والاستفادة منها في حياته اليومية واستغلاله لهذه الموارد لرفد اقتصاد الدولة، وإنشاء حضارة تليدة من بيئته المحيطة به.

وأوضحت الدراسة مدى قدرة الانسان اليمني على تطويع بيئته ومهارته في ذلك؛ فقد دجن الحيوانات وأنسها حيث كان لها أثرا في معتقداته الدينية واستصلح الأراضي الزراعية واستنبت الحبوب والنبات وعمل على استخراج المعادن وسبكها وصنع منها الأدوات والتماثيل والسلاح وغير ذلك، واستغل الأحجار والصخور في عملية البناء فأنشأ السدود والحواجز المائية وبنى المدن والقصور والمعابد والأسوار، ولا تزال شواهد كثيرة تدل على تلك العبقرية الخالدة، وعلى كل حال فإن تقدم الإنسان وتطوره يعتمد على قدرته في استكشاف مصادر موارده الطبيعة، وتسخيرها واستغلالها في الجوانب الاقتصادية والحضارية، ليخدم بذلك الأرض والإنسان فينعكس ذلك إيجابا على اقتصاد الفرد والمجتمع والدولة، وهو ما استطاع الإنسان اليمني القديم تحقيقه، فاليمن منحة الله في الأرض.

عدد صفحات هذا الكتاب : 539