روح سوداء رواية (ريم عبدالله)

ملهم..

يشبهون كل شيء جميل يا صغيرتي؛ كنبتة يانعة، كماء عذب، كشمس تنير منتصف ليل الوحدة، كصوت حساسين الفجر

أما أنا فأشبه الحارات المتسخة، البراكين الغاضبة، والفيضانات التي تغرق المدن العتيقة…

كنت جبانًا في شرح ما يجول في خاطري… نعم؛ أنا هش وضعيف، فما أبوح به أكثر لطفًا مما أخفيه، حتى انتهى بي المطاف في زوايا الوحدة، والانتظار الطويل؛ مثل الحشرات اللعينة التي تترقب فريستها وتحفزها في الظلام…

مؤمن أنا – يا نسمة – بأنني تجسيد حي لقول كافاكا: “أنا قذر بلا حدود…. وأصرخ كثيرًا بشأن الطهارة”…

نسمة..

صنعت من التخلّي أعشاشا للعصافير السوداء على أشجار محترقة تحت سماء كئيبة، ومن على قلعة قديمة في أعلى التل تسكنها الخفافيش فتحت أبواب أقفاصي، وتحررت مني ومنك بخبث ودهااء، واستطعت الخروج من كثيب غمامك القاتم إلى سحابة بيضاء كانت تختبئ خلف ذلك الطقس المخيف…