يجب عليك تسجيل الدخول لنشر مراجعة.
شهاره في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر
شهارة
في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر
الدكتور
محمد علي محمد الدبي الشهاري
تعد هذه الدراسة محاولة جادة لنقل صورة واضحة المعالم لمنطقة تجسدت أهميتها خلال التاريخ الحديث والمعاصر، إنها “شهارة” تلك المنطقة التي مثلت بموقعها وسكانها أدواراً مختلفة، أثرت تأثيرا مباشراً في تحريك عجلة تاريخ اليمن الحديث والمعاصر خاصة، والتاريخ الإسلامي عامة، فقد مثلث من الناحية السياسية والعسكرية دور المعقل الحصين لذوي الطموحات السلطوية، ومأمن للخائف وملجاً للطريد، فكانت مركزاً لقيادة المقاومة المحلية ضد الحكم العثماني الأول حتى انسحب من اليمن عام (١٠٤٥هـ / ١٦٣٥م) ثم مثلت مركزاً لتأسيس الدولة الزيدية الثالثة بقيادة الإمام القاسم بن محمد وأولاده، وصارت حاضرة تلك الدولة في بداية تأسيسها، ثم مثلث ميداناً لمعظم الصراعات التي كانت تدور فيما بين أمراء الدولة القاسمية على الحكم الذي استمر – بين مد وجزر – نحو قرنين ونصف من الزمن حتى عاد الحكم العثماني ثانية لليمن عام (۱۲۸۹ هـ / ۱۸۷۲م)، لتستعيد أهميتها كمركز لتجميع العناصر الساخطة على الحكم العثماني، وتوحيد قيادتهم، ثم مركز انطلاقهم لمقاومة الحكم العثماني حتى مني جيشه بالهزيمة حول شهارة عام (۱۳۲۳ هـ / ١٩٠٥م)، أسفرت عن ضعف كيانهم فاعترفوا بزعامة الإمام يحيى حميد الدين التي أكدها صلح دعان عام (١٣٢٩ هـ / ۱۹۱۱م)، الذي جعل شهارة مركز حكمه ومخازنه الأمينة لمعداته ورهائنه، ولم يغادرها إلا بعد انسحاب الأتراك من اليمن عام (۱۳۳۷ هـ / ۱۹۱۸م)، لتمثل بعد ذلك مركز قضاء يشمل خمس نواحي (مديريات).
لقد صاحب تلك التطورات نشاط عمراني فبنيت الحصون وجددت الأسوار والطرقات وحفرت مخازن المياه والحبوب، وكذا نشاط حيوي تمثل في انتعاش الزراعة وتربية الحيوان، وفي انتشار المهن والحرف والأشغال اليدوية والصناعات التقليدية التي كانت تلبي حاجة السكان وتمثل مصدراً من مصادر تحسين مستوى الفرد، مما أثر في انتعاش الأسواق اليومية والأسبوعية التي انتشرت داخل المدينة وخارجها، فأوجدت نخبة من التجار.
عدد صفحات هذا الكتاب : 380
مقاس الكتاب : 17×24
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.