الخصائص الاسلوبيه للمثل الدكتور سالم عبد الرب السلفي

الخصائص الأسلوبية للمثل

د. سالم عبد الرب السلفي

ليس المثل نصا اعتيادياً؛ ذلك أنه نص شائع، ومع شيوعه يحافظ على بنيته وفاعليته من حيث إنه لا يُغيَّر، ومن حيث إنه مؤثر في متلقيه. ويستوعب المثل – مع ثبات صيغته . مقصدية كل متكلم به، فتتجدد فيه الحياة في صور مختلفة باختلاف ضاربيه، واختلاف أحوالهم. والذي يؤهله لهذا الثبات وهذا التجدد معا بنيته التي لها استقلالها وعناصرها التي

تتفاعل فيما بينها لكي تؤدي وظيفة ما.

ولأن المثل مجهول القائل غالبًا، ومجهول المتلقي كان لزاما أن يدرس من داخله. وعندئذ لزم أن يتخير لدراسته منهج ينطلق في دراسته النصوص من داخلها. ولكن لأن المثل نص تاريخي كانت له آثاره النفسية والاجتماعية، ومن هنا كان لا بد من الالتفات إلى منشئ النص (وضاربه) ومتلقيه والمنهج الذي ينطلق في دراسة النصوص من داخلها ويهتم – في الوقت نفسه – بالمخاطب (بكسر الطاء والمخاطب بفتح الطاء)؛ هو الأسلوبية.

وكان كتاب “تجمع الأمثال” للميداني المصدر الرئيس المادة الدراسة؛ لأنه أشمل كتب الأمثال مادة، فقد جمع تقريبا كل المادة المثلية التي جمعت قبله، كما أنه كان كثيرًا ما يحلل الأمثال لغة وإعرابا، ويذكر القصص التي وردت فيها.

عدد صفحات هذا الكتاب: 258

مقاس الكتاب: 26 × 19