اليمن الناقه المعقوره

محمد الخامري

اليمن.

الناقة المعقورة

تقديم .أ. محسن العيني

رئيس الوزراء الأسبق

لا يشعر بقيمة الوطن وغياب الدولة: إلا من عانى في بيته داخل اليمن ولم يجد أبسط مقومات الحياة كالماء والدقيق والغاز والكهرباء وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، حينها فقط يحن للدولة وسلطتها مهما كانت هشة وفاشلة…

ولا يشعر بقيمة الوطن والدولة إلا من عانى في سفره بعد نشوب الحرب لا لشيء إلا لأنه يمني.. ومن أهين في مطارات العالم لأنه يمني.. ومن تم امتهانه من ضابط أمن في دولة عربية أو أجنبية، لا لمخالفة ارتكبها. بل لأنه يحمل الهوية اليمنية.. ومن رفضوا منحه الإقامة لأن جوازه يمني.. ومن رفضوا تسجيل أبنائه في المدارس العامة والخاصة لأنه يمني.. ومن رفضوا بيع تذكرة السفر له لدولة شرقية أو غربية لأنه يمني.. ومن رفضوا منحه تأشيرة الدخول إلى غالبية دول العالم لأن هويته يمنية… ومن أغمي عليه بسبب شدة الحر صيفا والزمهرير شتاء على شبابيك السفارة اليمنية التي لا يسمح له بدخولها لأنه يمني يُخشى منه الاعتصام داخلها للمطالبة بحق العلاج أو تذكرة العودة، فيما غيره يدخلها بكل سهولة ويسر…!!!

الوطن غالي ولو كان في القطب المتجمد أو في أدغال أفريقيا أو مثلث برمودا…

الوطن ليس مجرد أرض، بل هو حضن دافئ لكل من يشعر بالبرد، وأمن وأمان لكل خائف، ومرجع لكل مكلوم ومشفى طبيعي لكل مريض، وفندق خمس نجوم لكل مشرد، وماء عذب لكل عاطش، ومطعم فاخر لكل جائع. وأم حنون لكل من يشعر باليتم…الوطن هو السند لمن لا ظهر له، وهو البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأم. بل هو الجنة الوارفة رغم الجدب، والسلام الدائم رغم الحرب، والأمان النفسي رغم القصف، والعيش الرغيد رغم الجوع وشحة ذات اليد..!!

عدد صفحات هذا الكتاب: 411

مقاس الكتاب:17 × 24