بنية المطلع في شعر عبدالله البردوني د. نبيل علي قاسم احمد البحيري

كان لزاما على الخطاب النقدي أن يلتفت إلى بنية المطلع – بوصفه اللحظة الأولى لانبثاق
شمس القصيدة – ويحاول استقراء مكامن بنيته ، وعلاقاته ، بذاته ، وبالنص ، وبالختام
، وبعوالم القصيدة في تأليفها ، وتآلفها ، في بنائها ، وفي رؤيتها ، وقد نهض بذلك باحث
مسكون بالقصيدة ، مهموم بتشكلاتها ، وسيرورة خطابها ، ولا سيما لدى شاعر بحجم
البردوني الذي لا يقرأ شعره شغوف بالشعر إلا أصيب بمسي منه ، أو وقع في شباك سحره
؛ وقد كان الباحث أحد ضحايا عشق النص البردوني ؛ وكان ميلاد المطلع في هذه
الدراسة ميلادا للباحث كذلك ، وكان للمطلع على يديه ميلادا علميا متجددا ، حيث

تشكل عبر فصول الدراسة ومباحثها مطلع جدير بالنظر النقدي ، والقراءة المتأنية ، لأن
جهدا استثنائيا أخرجه من الرؤية القاصرة التي تراه بيتا يتقدم النص ، إلى رؤية حية ،
تنفخ فيه الحياة ليكون المطلع ميلادًا للفكرة ، وروحاً تتسلل في انساغ النص..