تراي شيزوفرينيا رواية (جمال الشعري)

ثمة وجع لا استطيع وصفة لك أن تدرك بعض الألم لشخص أيا كانت صفته يتعرض لمثل الذي تعرضت له من عزل مجتمعي وليد أسري .

انت لم تدمن الخشخاش مثلي، لم تعصر عقاره كالقطران على أوراق التين “النيكوتين”، لم تفعل كل ذلك معي، لينتهي بك المطاف في تدخين خصالة انتاجك المحلي .

أنت لم تلقى المجتمع مثلي، بأنيابه الدموية ومخالبه الشرسة.

انت لم تعش قدر الألم الذي عشته في اسطبل أرضي لمبنى مهجور، هروبا من عقاب مجتمعي الذي يقبع خلف هضبة هوجاء من الأفكار المتطرفة .

أنت لم تترك أهلك ومالك وتهرب بعيداً لكي لا تطالك آباد الغدر الجاهلة

انت – أنت – انت والكثير ممن حولي الآن يدرك وجعي وأنا أتحول من كاتب متمكن إلى مد من للحشيش والمخدرات.

أتذكر واقعي وأضحك. الأمر مضحك تماماً. ها أنا أتحول إلى صفيحة سوداء لا تقبل أي لون آخر لا تقبل أي فكر آخر لا تقبل إلا السواد.

أعتذر منك يا صديقي، ومن الكثير ممن كنت أنتقد صمتهم بحرقة، بحجة أنهم يؤمنون بما

كنت أكتبه ولكنهم يخافون من عواقب تأييدهم لي.

ها أنا اليوم أدرك حجم خومهم، أنا اليوم أدرك على وعيهم ودناءة وعبي .

صديقي الافتراضي. أكتب لك آخر رسائلي بقمة وعني. وبدون أي محفزات جانبية، لا كحول قربي اليوم ولا حشيش.

سأرحل وسأترك لك فرضة القرار، فإما أن تتحول مثلي إلى مدمن ينسيه اللاوعي وجع الوعي، وإما أن تبقى على جاهليتك تتحمل الألم وتأمل بالفرح ولا تلقاه .

كن بخير يا صديقي، لابد أن هذا آخر لقاء يجمعنا، فكيف ستلتقي بعد إن وأدت قلمي. ووصلتك ورقتي البيضاء

كن بخير يا صديقي وتجنب القراءة القراءة أيضا تعيب القارئ، كما أعانني أولئك المتشردون بكوني كاتب.

كن بخير … كن بخير ”