تعز الثقافة والتغيير (د.سلطان عبدالله عبدالعزيز الشيخ المعمري)

قراءة موضوعية فاحصة لما شهدته محافظة تعز على أقل تقدير من خلال العقود الماضية من حقبة التاريخ المعاصر لليمن، وما تشهده حالياً من تحركات شعبية وتظاهرات جماهيرية سلمية غاضبة ورافضة للأوضاع والحالة الراهنة المتردية والمأزومة على كل الصعد وجوانب حياة الإنسان في اليمن، تؤكد صحة ما ذهبت إليه في هذه المقدمة عن الدور الثقافي والفعل الثوري لتوفر وأبنائها في إحداث التغيير الإيجابي لنظم الحكم الفاسدة والاستبدادية من خلال النضال المبكر والإسهام المباشر فكريا وماديا وعمليا في كل تلك المحاولات والانتفاضات التي عرفتها اليمن منذ عشرينيات الوطنية السلمية وغير السلمية التي القرن الماضي مروراً بحركة ١٩٤٨م وانقلاب ١٩٥٥م ضد حكم الأسرة الإمامية الكهنوتية الظلامية، فظهور تيارات ومنظمات سياسية معارضة وطنية – قومية – وماركسية بين عامي ١٩٥٧م ١٩٦١٩م في الشمال والجنوب، توخت بعضها الثورة طريقا أنجع للتغيير الإيجابي فكانت ثورتا ٢٦ سبتمبر ١٩٦٢م و١٤ أكتوبر ١٩٦٣م الوطنيتان التحرريتان اللتان يحتفل شعبنا هذا العام بالذكرى الـ ٥٦ والـ ٥٥ لانتصارهما بتحقيق التحرر من الحكم الإمامي الإقطاعي الكهنوتي المتخلف في الشمال. والاحتلال الاستعماري البريطاني في جنوب اليمن ومحاولة 10 أكتوبر ۱۹۷۸م الوطنية لإسقاط حكم الدكتاتور بينوتشيت اليمن الجنرال علي عبد الله صالح عفاش، فالانتفاضة الشبابية الشعبية السلمية المنطلقة من تعز في الفبراير ٢٠١١م.