في هذا الكتاب، لم يحاول تقديم قصة (سقوط الجمهورية) بيد جماعة الحوثي وتشظيها في هويات فرعية مناطقية فحسب ولكن للبحث، أيضاً، عن إجابة لسؤال كيف سقطت الجمهورية ؟ …لقد شعرت المملكة العربية السعودية بهذا التغيير السريع في اليمن ، فمشروع جماعة الحوثي بعد سيطرتها على صنعاء لم يعد مقتصراً على اليمن ، ولكن صارت تتوجس من توغلها ـ إذا ماترك لها المجال ـ في عمقها الجغرافي ويهددها أمنياً؛ فأطلقت “عاصفة الحزم” تأسياً بـ”عاصفة الصحراء” ضد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وذلك لإضعاف الحوثيين عسكرياً، لكن لم يكن لديها أهدافاً واضحة لما بعد هذه العاصفة، فطالت الحرب وتشكلت هويات فرعية في جنوب اليمن ليس لها علاقة بالجمهورية اليمنية، والتي ساهمت في استنهاضها دولة الامارت العربية المتحدة مستغلة لحظة ضعف اليمنيين وانكشافهم أمام خصمهم التاريخي. أخيراً، مهما أحدثته الـ10 السنوات الماضية من صراع سياسي وحرب دامية أنهكت الجميع فإن هذا الكتاب لا يقدم رؤية حاقدة على طرف، وكن رؤية نقدية بناءة، وذلك لنعيد بناء هذا البلد من جديد، وقد فهم كل طرف أنه لا يمكن الاستفراد بالسلطة ولا اختزال شعب متعدد الثقافات في فكرته الضيقة.
المراجعات
لا توجد مراجعات بعد.