مقتطفات من التجارب (عبدالله بن علي القُذان)

الإنسان بحاجة ماسة لما يزيد في عقله ومن أهم ما ينمي العقل التجارب، يقول أمير المؤمنين عليها: (التجربة لقاح العقل) فمن خلال التجارب النافعة جمعت هذا المؤلف وإن كانت محتوياته قليلة وألفاظه لقلة العلم عليلة غير أن عشاق ما ضمنته عامة الناس وهم المقصودون بأبوابه والمخاطبون بسؤاله وجوابه، وفي نظرتي القاصرة أنه انطوى على مصائد القلوب السامعين وفوائد تغذي قلوب الراغبين بلهجتي ولهجة المجتمع جمعته بهذه الألفاظ اضطراراً لا اختياراً وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا عَاتَاهُ اللَّهُ ﴾ [الطلاق:٧]، غير أن ما يزرع في البلاد أحب إلى أهلها من غيره، كذلك سمنها ولحمها وعسلها، والتجربة أكبر برهان، وما على السامع إذا سمع من محتواه كلاماً يمجه سمعه أن يتغاضى عنه لشيمته وكرمه فالتغاضي أخلاق الخيرين والحلم صفة أهل التقوى والدين ومن نظر في الأمور بدقة خرج منها بنتائج ثمينة، وهل أصاب رشده إلا من نظر وما أحد نظر جيداً إلا اعتبر، والعبر كثيرة، يقول أمير المؤمنين الي : ( ما أكثر العبر وأقل الاعتبار).

أسأل الله الذي أزمة القلوب بيده أن ينفع به قلوب عباده وأن يهدي به في بلاده إنه على ما يشاء قدير، وقد سميته مقتطفات من التجارب).