من الحائط الازرق ثابت العقاب

من

الحائط الأزرق

ثابت العقاب

في هذا الراهن المرير يظل الإبداع هو الأقدر على صنع الحياة و تخطي جدار الخوف وحاجز الاستسلام ، الأقدر على صناعة الجمال، وتداوله كبديل لتشوهات الحرب ومنافع السياسة وظلم ذوي القربى .. ونحن نبحر بين دفتي هذا الكتاب، للشاعر والروائي والكاتب الجميل ” ثابت العقاب ” نلامس مجددا منابع جديدة من الكتابة الأدبية، التي حاول فيها أن يتعدى تلك الأطوار النمطية من الكتابة، سواء فيما يخص الأدب، أو السياسة، أو التاريخ، جامعا كل هذه العناصر في ما يمكن وصفه قطعا فنية ، صيغت بعناية ملهمة، كنا ولا زلنا بحاجة إليها لنتمكن من تناول اهتماماتنا السياسية والفكرية وتأملها بألوان متعددة. لقد أوجد الكاتب فرصة ثمينة للقارئ وهو يضع الشخصيات الفنية والفكرية والسياسية والاجتماعية، بين دفتي الميزان بعيدا عن التعصب الأعمى والحقد الدفين الذي غرقنا في شواطئها الآسنة بفوارق ونسب مختلفة ، اوجد مساحة أخرى للفهم المتعدد، والقراءة الشعورية الصادقة الممزوجة بالجمال، والنقاء والبهاء.

ولي الحق هنا كقارئ أولاً وناشر ثانياً أن اعبر عن دهشتي لهذا الزخم المتناسق وهذا الفيض المدرار الذي تجاوز القناعات الذاتية، والآراء الخاصة إلى فيض المعنى وتجليات الزهد وسعة الإنصاف لقد نقلنا العقاب إلى فصل جديد من فصول الحكاية والسرد والصورة، وضعنا أمام خيارات متعددة، بعيدا عن الفهم الواحد والموقف الواحد والوجهة الواحدة ….

ان هذا الكتاب قد أخذنا بكل احتمالاته الفكرية، والسياسية والاجتماعية، إلى صورة تفاعلية جميلة، بما يجعلنا نعتبره رافدا مهما للمكتبة العربية، كونه باكورة هذا اللون من الأدب الذي اشتغل عليه المؤلف بذكاء وفطنة وبلغة معبرة جماليا ودلاليا عن الآخر. هكذا نقرأ معاني الرحلة والتجاوب الشيق لشخصيات متعددة الاتجاهات والثقافات والأيديولوجيات.

عدد صفحات هذا الكتاب: 262

مقاس الكتاب: 17 × 24