,

تريم بوابه الفكر القومي العربي الى اليمن

390,00 $

تريم

بوابة الفكر القومي العربي

إلى اليمن

علي عقيل بن يحيى رائداً

الدكتور/ صالح أبوبكر بن الشيخ أبوبكر

 

في ثلاثينات القرن العشرين بدأت هجرة حضرمية مختلفة في الاتجاه والهدف وتحديداً الى العراق طلبا للعلم الحديث بترتيب من المحسن الكبير السيد حسين الحبشي الذي استطاع أن يحصل على بعض المنح الدراسية من ملك العراق غازي رغبة من هذا الأخير في جذب الشباب العربي على الحراك القومي العربي الذي كان يعتمل في تلك الفترة للخلاص من التبعية التركية (العثمانية) والاستعمار الغربي معا. وشملت تلك البعثة شيخان الحبشي وموسى الكاظم) بن يحيى وطلابا من صنعاء من أبرزهم (المشير) عبد الله السلال وغيره الذين أصبحوا من ثوار سبتمبر1962م. تلتها في العام ١٩٤٧م من حضرموت مباشرة بعثتان طلابيتان الى (الجمهورية السورية أحداهما بتمويل من جمعية الاخوة والمعاونة بتريم كان يرأسها علي عقيل بن يحيى. والأخرى من الجمعية الخيرية بالمكلا من بين أعضائها عوض عيسى بامطرف على أن أولئك الطلاب لم يعودوا إلى حضرموت بالشهادات العلمية فقط، بل حملوا معهم أفكار القومية العربية التحررية التي كانت. تفوح بها سورية والعراق في ذلك الحين. فكانوا مبشرين بها من خلال التصدي لمشاكل بلادهم في ذلك الحين التي تمثلت في العمل على وحدة حضرموت وترسيخ الأمن في ربوعها وتحقيق نهضة شاملة فيها. ولم يكن نشاط أولئك الشباب قائما على فراغ بل مؤسساً على ما انتجه وبشر به رواد الدور التنويري الحضرمي الأول وفي مقدمتهم علوي بن طاهر الحداد ومحمد بن هاشم وسعيد عوض باوزير وعلي سالم بكير الذين ألقوا بالأحجار الأولى في مستنقع الجهل والظلام . ولئن كان ديدن أولئك الرواد الأوائل (الإصلاح) في أمور الدين والدنيا، فإن مشروع أولئك الشباب القادمون من العراق وسورية كان الحداثة) من منظور سياسي اجتماعي ينشد التحرر والوحدة الوطنية والقومية والمؤكد أنهم قد تعرفوا على مبادي الفكر القومي العربي وأن بعضهم قد تكونوا في إطار التنظيمات السياسية القومية العربية خاصة (حركة البعث) في سورية والعراق. وهناك شبه اجماع في أوساط القيادات التاريخية للحركة الوطنية اليمنية أن الاستاذين شيخان عبد الله الحبشي وعلي عقيل بن يحيى خاصة، كانا بذرتي البعث في مرحلته الجنينية الدعوية في حضرموت ومن ثم باقي اليمن على النحو الذي فصلناه في الكتاب. وإذ لم تكن البيئة الثقافية العلمية في تريم خاصة مهيأة لتلك الأفكار كما لم تتحمل السلطات السياسية التابعة والقوى التقليدية المتخلفة في ذلك الزمان مثل تلك الأفكار أو حتى الشهادات العلمية التي يحملونها فكان بديهيا أن يفر أولئك الشباب بأفكارهم وعلومهم الى بيئة مواتية فكانت عدن هي الملاذ ومن المعلوم أنهم قد تفرقت (تفرقت بهم السبل السياسية) في عدن.

اما (رائدنا) نقصد الأستاذ علي عقيل بن يحيى فقد ثبت على نهجه منذ انخراطه في حركة (البعث العربي) تم حضوره المؤتمر التأسيسي لـ (حزب البعث العربي الاشتراكي) في عام 1952م إلى أن أصبح عضوا في القيادة القومية خلال الفترة ١٩٦٦- ١٩٧٠م، وقد حملته ظروف الصراعات والانقسامات الحزبية وتغير قواعد اللعبة السياسية بقيام (جمهورية اليمن الشعبية إلى فك ارتباطه بالحزب ويبتعد عن امتهان السياسة ليعيش ويعمل في بلده اليمن وحضرموت خاصة شخصية اجتماعية مرموقة ومؤرخاً وباحثا وشاعرا محترما.

ونحن في هذا الكتاب حاولنا تقديم ملامح من سيرته الذاتية بصفته من أبرز رواد الفكر القومي العربي ومناضلا من أجل التنوير والتحديث في حضرموت واليمن عامة، وليس بصفته (حزبيا بعثيا) لأننا نعتقد أن ذلك الرجل الغد لم يأخذ حقه من التقييم والتقدير الرسمي العلني وإذا كانت الأيام لم تنصفه فإن التاريخ سينصفه.

 

عدد صفحات هذا الكتاب: 335

مقاس الكتاب  : 17 × 24

 

طلب من واتساب

المراجعات

لا توجد مراجعات بعد.

كن أول من يقيم “تريم بوابه الفكر القومي العربي الى اليمن”
Shopping Cart
تريم بوابه الفكر القومي العربي الى اليمنتريم بوابه الفكر القومي العربي الى اليمن
390,00 $
Scroll to Top